تفاصيل الخبر

تفاصيل الخبر

خلف الحبتور يناشد قادة العالم لاتخاذ إجراءات صارمة تجاه إيران في المؤتمر السنوي الـ27 لصنّاع السياسات العرب-الأمريكيين في العاصمة واشنطن

01-11-2018

- الحبتور يصف إيران باعتبارها التهديد الأكبر للسلام والاستقرار في العالم
- يسلّط الضوء على أن العقوبات الاقتصادية ضد "حزب الله" وإيران غير كافية
- يدعو إلى تمكين الشعب الإيراني ليكتب مستقبله من جديد
- يشجّع الولايات المتحدة على العمل مع حليفتهاالمملكة العربية السعودية في إطار الاستراتيجية العالمية لاجتثاث أيديولوجيا العنف المتطرف

ألقى خلف أحمد الحبتور، مؤسس ورئيس مجلس إدارة مجموعة الحبتور، كلمة أمام المئات من قادة العالم في المؤتمر السنوي الـ27 لصنّاع السياسات العرب-الأمريكيين الذي أقيم في مبنى رونالد ريغان ومركز التجارة الدولي في العاصمة واشنطن في 31 أكتوبر 2018. شارك الحبتور في المؤتمر السنوي الذي يُنظّمه المجلس الوطني للعلاقات الأمريكية-العربية كضيف شرف ومتحدث رئيسي للمرة الثالثة. يجمع المؤتمر السنوي عدداً كبيراً من أبرز الخبراء الأمريكيين والعرب من الحكومات وقطاع الأعمال العسكرية والاكاديمية لتحليل ومناقشة القضايا ذات الأهمية الشديدة بالنسبة إلى احتياجات الأمريكيين والعرب ومشاغلهم ومصالحهم وأهدافهم الأساسية في السياسة الخارجية.

يسلّط المؤتمر الذي انعقد هذا العام تحت عنوان "هل من مسارات نحو الأمام لأمريكا في المنطقة العربية؟"، الضوء على الديناميات المتعددة للعلاقات بين الولايات المتحدة والحكومات والاقتصادات والمجتمعات العربية. وأدار هذا الحدث الدكتور جون ديوك أنتوني، الرئيس المؤسس والرئيس التنفيذي للمجلس الوطني للعلاقات الأمريكية-العربية.

وقد ألقى الحبتور كلمته بعنوان "على قادة العالم أن يتضامنوا ويتخذوا خطوات حازمة ضد التهديد الإيراني". ودعا فيها قادة العالم إلى التكاتف والعمل يداً بيد لعزل التطرف الذي ينشره الحرس الثوري الإيراني والميليشيات الشيعية، وبالتالي كبح الإرهاب في العالم.

أضاف الحبتور: "يفاجئني الصبر الذي يتم التعامل به مع إيران. لماذا تتحلى الولايات المتحدة وحلفاؤها الغربيون بكل هذا الصبر مع إيران؟ هل يأملون بأنها الابن الضال الذي سيعود ذات يوم إلى أحضان الغرب معلناً توبته؟ إنه وهمٌ بعيد المنال. لن تكفّ إيران أبداً عن تحدّي الولايات المتحدة والعالم المتمدّن".

وتطرق إلى التوتر المتصاعد بين الولايات المتحدة وإيران والعقوبات الاقتصادية التي فرضها الرئيس دونالد ترامب في وقت سابق من هذا الشهر بمناسبة الذكرى الـ35 للهجوم على ثكنات مشاة البحرية الأمريكية في بيروت، قائلاً: "إن فرض عقوبات على إيران لم يدفع بها إلى تغيير سلوكها العدواني تجاه جيرانها. بل على العكس تماماً! تطلق طهران العنان أكثر من أي وقت مضى لدعمها للإرهاب وعدائها للغرب".

وقد أعرب الحبتور عن قلقه من قيام إيران بنشر سمها من خلال "حزب الله" في مختلف أرجاء المنطقة، قائلاً: "إيران هشة في نظري، وحزب الله هو الأكثر نفوذاً. إذا كان الأمريكيون والإسرائيليون والأوروبيون يتحلون بالجدية، يمكنهم القضاء على التهديد الذي يشكّله حزب الله وإنقاذ اللبنانيين الذين هم سجناء داخل بلادهم. عناصر حزب الله هم من يعملون على تشكيل الحكومة في لبنان، لست أفهم. لا يجب أن نقبل بهذا الأمر.

ودعا الحبتور إلى اتخاذ خطوات فعلية لزعزعة النظام الإيراني والإطاحة به عبر تمكين الشعب الإيراني المقموع ليكتب مستقبله من جديد: "أما فيما يتعلق بدعم النظام الإيراني للإرهاب، يمكن وضع حد له عبر القضاء على حزب الله، الذراع الإرهابي العالمي لهذا النظام، وكذلك عبر تمكين الأقليات الإيرانية التي تتعرض باستمرار لسوء المعاملة والقمع من الحرس الثوري، لا سيما الأهواز المحتلّين الذي يعيشون في فقر مدقع، والمجرّدين من حقوق الإنسان الأساسية بما يحول دون تمكنهم من ممارسة معتقداتهم الدينية بحرية".

وأعرب عن قلقه إزاء رد فعل المجتمع الدولي خلال التحقيقات في ملابسات اختفاء جمال بن أحمد خاشقجي: "يفاجئني أن المشرعين ووسائل الإعلام في الولايات المتحدة لا يزالون يطالبون الإدارة الأمريكية بفرض عقوبات على السعودية في مسعى لإلحاق الضرر بعلاقة مبنية على الثقة ومستمرة منذ سبعة عقود. إنه الجنون بعينه!"

وناشد الولايات المتحدة الاعتراف بالمملكة العربية السعودية كحليف أساسي في الاستراتيجية العالمية لاجتثاث أيديولوجيا العنف المتطرف، قائلاً: "أناشد القادة الأمريكيين احترام سيادة المملكة العربية السعودية. يجب أن يأخذ القانون مجراه. تحتاج أمريكا إلى السعودية في المعركة ضد الإرهاب. تحتاج أمريكا إلى السعودية للمساعدة على احتواء إيران. تحتاج أمريكا إلى الاستثمارات والمشتريات السعودية التي تساهم في استحداث الوظائف. فلنركّز على ما هو مهم!"

وبعد إلقاء كلمته، التقى الحبتور جوديث ميلر، وهي زميلة معاونة في معهد مانهاتن وكاتبة ومراسلة حائزة على جائزة بوليتزر، لمناقشة المخاوف بشأن غياب الاستقرار في اليمن، والمسار الذي يجب اتباعه لمعالجة النزاع الأهلي الراهن. وقال الحبتور في هذا الصدد: "في الخليج العربي، ندعم حقوق الإنسان ونفضّل السلام والمفاوضات. لكن المشكلة هي أن حكوماتنا لم تتلقَّ رداً من إيران. نريد إيجاد حل للأزمة في اليمن عن طريق المفاوضات، نحن ضد الحرب".

ودعا الحبتور أيضاً إلى التعاون الدولي لمعالجة الأسباب الجذرية لأزمة اللاجئين في الشرق الأوسط وأفريقيا، قائلاً: "ليس أي بلدٍ جزيرة معزولة. نتشارك كوكباً واحداً. وجميعنا مسؤولون عن استنباط حلول للتهديدات المشتركة. يجب أن نكون شركاء في صناعة القرار".

وفيما يتعلق بالسياسات التي يعتمدها الرئيس دونالد ترامب في التعامل مع النزاع الفلسطيني-الإسرائيلي، قال الحبتور "إن الدول والأشخاص في العالم العربي يسعون منذ وقت طويل من أجل إحلال السلام، من خلال تقديم دعم مالي بالمليارات لمساعدة الشعب الفلسطيني". أضاف: "يجب حكماً قيام دولة فلسطينية مستقلة، إنما يجب أن يُعهَد بالتفاوض إلى الأشخاص المناسبين. التفاوض فن، ولا يجوز أن يتم عبر إقحام المسدّس في رأس الطرف الآخر. أعلم أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو متعنّت، إنما أعتقد أنه بات أكثر انفتاحاً على القبول بقيام دولة فلسطينية".

إشارة إلى أن المجلس الوطني للعلاقات الأمريكية-العربية تأسّس عام 1983، وهو منظمة تعليمية أمريكية غير حكومية وغير ربحية تعنى بتحسين المعارف الأمريكية عن العالم العربي ونظرة الأمريكيين إليه. يعمل المجلس، انطلاقاً من مقره في واشنطن ومن خلال خرّيجي برامجه التربوية الموزّعين في مختلف أنحاء الولايات المتحدة، مع منظمات شقيقة لتشارُك الموارد وتحقيق الفاعلية القصوى.

في عام 2014، كرّم المجلس الوطني للعلاقات الأمريكية-العربية خلف الحبتور بمنحه جائزة الإنجاز العالمي في المجال الإنساني والأعمال تقديراً لإنجازاته الدولية، ودوره القيادي في القطاع التعليمي، والأعمال الخيرية، وفي بناء جسور بين الشرق والغرب. وفي العام نفسه، تسلّم الحبتور جائزة الإنجاز لمدى الحياة في دورتها الأولى في المؤتمر السنوي لقمة C3  الأمريكية-العربية الذي عُقِد في ناديUnion League Club  في نيويورك، وذلك تقديراً لمساهمته الطويلة الأمد في السلام والازدهار في المنطقة والتفاهم بين الثقافات بين الشرق والغرب.